عدد الرسائل : 17 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 20/07/2008
موضوع: لانتحار متعدد الأبعاد le suicide-dimensions الثلاثاء أغسطس 05, 2008 5:31 am
الانتحار متعدد الأبعاد le suicide-dimensions ________________________________________ في البداية يجب أن نفرق بين مفهوم الانتحار و مفهوم محاولات الانتحار:
I- تعريف و خصائص فعل الانتحار.:الانتحار هو فعل يكمن في قتل الشخص لنفسه ، أو هو قتل الذات إراديا،و يأتي غالبا للتحرر من وضعية غير قابلة لتحمل و تشير الإحصائيات أن هناك أكثر من مليون شخص منتحر في العالم كل عام ( أكبر نسبة من عدد الوفيات الناتج عن للحروب أو القتل العمدي).
و خطر الانتحار يختلف باختلاف الجنس و العمر فمثلا في فرنسا نسجل بين 2 إلى ثلاثة رجال مقابل امرأة و إذا كان المعدل يرتفع بازدياد العمر فالنسبة مرتفعة أيضا في فئة الشباب و أيضا عند المراهقين نسبة معتبرة من المنتحرين.
و نجد كثيرا عند حالات المنتحرين نوع من المعاش الرفضي للواقع إضافة لتراخي الروابط العائلية و المهنية و بالطبع عزلة اجتماعية هامة.
و البعض من المنتحرين محركون من طرف توجهات عقائدية أو دينية و ينتمون على فئة المضحيين و هناك من ينتحرون هروبا من فضيحة أو عار لحقهم.
أو من أجل الآخرين و الباقي كاضطراب سلوكي ( و هنا نتكلم عن نسبة 90% من المنتحرين يندرجون ضمن فئة مرضية تظهر لديها اضطرابات عقلية مهمة ) و يمكن وصفهم بإصابات و اضطرابات و هم بالتالي موزعون بين 1- حالات عصاب انهياريه ( اكتئابية) أو 2-إدمان كحولي 3- أو ملانخوليا (سوداوية) و 4- فصام .
و يجب أن نميز بين حالات الانتحار الناتجة عن مرحلة نمو ميزتها أزمة وجودية مع عدوانية ذاتية و قلق كبير. البعض من المنتحرين يتميزون بنوع من السوداوية الهذيانية. و نجد دائما استعداد عائلي (وضع عائلي محفز للانتحار) و وضع اجتماعي سيء ساهم في استدخال فكرة الانتحار عند الفرد المنتحر.
و الانتحار هو فعل أخير لفقدان الأمل و قد يبدأ في شكل أفعال تمهيدية مثل السلوكات الادمانية. و حسب فرويد الانتحار كنوع من أنواع القتل الذي يجد موضوعه في الذات الخاصة. و حسب Menninger الانتحار يحمل في معناه نوع من الرغبة في الموت و نوع من معايشة لحضة الوفاة و أخير رغبة في أن يكون المنتحر هو الميت بالذات.
و الانتحار يؤدي لثلاث وظائف أو أهداف: -التفادي: و يعني الهروب من وضعية مؤلمة غير مقبولة مهما كانت على المستوى الجسدي (سرطان مثلا ) أو نفسي كما هو الشأن في حالات الحداد و القلق. -العدوانية تجاه الذات:هو هو عودة النزعة العدائية تجاه الشخص بحد ذاته و هذا يظهر عموما كعرض مهم في حالات الملانخوليا . -نداء استغاثة: و هي رسالة يائسة للمحيط المخالف أو اللامميز. و هنا يخص الأمر محاولة انتحار مع دعوة و نداء للآخرين بالتدخل .
II- محاولات الانتحار: محاولات الانتحار نسبتها أكبر من حالات الانتحارففي 3 من 4 حالات نجد محاولة انتحار بتناول أو تسميم عقاقيري ارادي و هذه الادات تستعمل أكثر من الأدوات الأخرى العنيفة كالأسلحة النارية و الشنق و الأسلحة البيضاء و حاولات الانتحار تختص عموما عند النساء أكثر من الرجال ( الرجال مصممون على الموت مهما يكن) و الأشخاص الذين تظهر لديهم اضطرابات في الشخصية أو اضطرابات في المزاج .
و بمعايشة وضعية الشدة تكون محاولة الانتحار بمثابة نداء و طلب مساعدة و محاولات الانتحار تكون غالبا متكررة و التكفل يكون بهدف تفادي تكرار المحاولة.
الوقاية :ظاهرة الانتحار ترجع لتفاعل عوامل اجتماعية و عوامل شخصية.و وحدها المعرفة الدقيقة بهذه العوامل تمكن من وضع خطة علاجية فعالة و خاصة في حالات الكامنة و هنا نتكلم عن وقاية بعدية أي في حالات محاولة الانتحار و هنا نتكلم عن الإصغاء و الابتعاد الكلي عن وضع الأحكام العشوائية ( و نؤكد على عملية عزل العميل عن المحيط السابق) و أيضا الابتعاد عن العبارات الشائعة مثل الانتحار هو جبن أو فكر في أولادك والديك و التكفل يكون في الإصغاء بدل الكلام.
و في الأخير نصل إلى نتيجة أن فعل الانتحار هو اضطراب في الشخصية و اضطراب في السلوك الاجتماعي و بالتالي يجب علينا البحث عن وسائل أخرى لمواجهة هذه الظاهرة..